md.appm50.ir

رمز الخبر: 194182
تأريخ النشر : 2024September17 - 21:24

حين تكون حركة الشعوب هادفة

 

شهدت مرحلة الثورات في الدول  العربية او ما سميت بالربيع العربي بعد انجلاء غبار المعركة حالة يمكن وصفها بانعدام الهدف الحقيقي فسيطرت على الجماهير الشكوك بجدوى تحركها مع التحفظ على صدق التحرك لدى الكثير.

فاذا اردنا ان نقارن هذه الحالة مع ما تمر به الشعوب العربية والاسلامية اليوم وما نشهده من تأصل حالة المقاومة في وجدانها وانحيازها للقضية الفلسطينية والعداء الواضح للكيان الغاصب، نشير الى تفاعلاتها في صورتين؛ ما إنعكس على تصريحات "جوزيب بوريل" مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي حين حذر من المعايير المزدوجة في التعامل مع  غزة، قائلا: ان الصمت تجاه ما يجري في غزة والتهرب من تحمل المسؤولية في مواجهة الافعال الاسرائيلية سوف يرفع الغطاء الاخلاقي عن المواقف الغربية من حرب اوكرانيا. وهكذا اعاد "بوريل" السبب في تعنت نتنياهو ورفضه وقف العملية العسكرية في رفح بانه الدلال الاميركي، فخاطب بايدن: ربما عليك ارسال اسلحة اقل بدلاً من توجيه نصائح اكثر.

والصورة الابهى حينما خرج آلاف الاردنيين في مسيرة من المسجد الحسيني وسط عمان القديمة لاقامة زفة شهيد بعد عملية معبر الكرامة التي نفذها الشهيد  الاردني ماهر الجازي. والخطاب الرسمي الذي يختلف  عن عملية مشابهة نفذها الجندي احمد الدقامسة عام 1997 حين ذهب الاردن بشخص الملك للاعتذار عن العملية.

لقد ارادت الادارة الاميركية رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط وراهنت على خنوع الحكام وتطبيع البعض منهم مع الكيان الصهيوني، الا ان عملية السابع من اكتوبر غيرت الزاوية التي كان يُنظر بها واظهرت للجميع أن الشعوب مازالت على عهدها وفية لقضيتها وهذا ما نوهت له مجلة "فورين افيرز" الخاضعة للخارجية الاميركية حين قالت ان ايران بصدد رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط بتدابيرها الخاصة، وان هدف ايران ان تكون رائدة للحركات الدينية التي برزت بعد الثورة الاسلامية عام 1979 في ايران.

وهذا ما ترجم عملياً اثر انسحاب حاملات الطائرات والمدمرات والسفن الحربية الاميركية من المنطقة. وهو انسحاب جاء قبل حدوث الرد الايراني، رغم ما قالوه انهم سوف يقدمون المساعدة لاسرائيل في مواجهة الرد، فقد ادركوا ان مشاركتهم تجعل قطعهم البحرية اهدافاً سهلة للصواريخ الايرانية.

حقاً انها حرب ينتصر فيها صاحب الارادة الاقوى، فمهما لجأ العدو الصهيوني الى التفنن في عملياته الاجرامية والقتل العنيف فالنصر  لشعب يطالب بحقوقه المشروعة وحقه الطبيعي في استعادة  ارضه وتاريخه. فكلما يمارس العدو من عمليات تطهير عرقي واسعة النطاق في المدن والقرى الفلسطينية لمنع عودة النازحين مرة اخرى، بما يفعله نتنياهو في غزة والضفة الغربية لتحقيق احلام موشي ديان ومناحيم بيغن واسحاق رابين واخيرا بن غوريون، المجرمين القتلة، واشاعة التخويف والترهيب اعلامياً عن طريق الغرب وبعض الدول المطبعة، كل ذلك لا يزيد المقاومة إلا إصراراً على القتال، واتضاح الصورة الحقيقية للشعوب الاسلامية بضرورة اعادة الحسابات ومن هي الجهة التي تقف الى جانب المظلوم بعيدا عن كل تعصب وتمذهب. وهذا ما جعل الرؤية واضحة في كيفية مواجهة اشد الظالمين على مر التاريخ في جعلهم يتسامحون في استخدام الوسيلة للوصول للهدف. من هنا تشكلت جبهات إسناد منظمة تستقطب كل صاحب ضمير حي من ابناء الامة. وهذا تجلى في رسالة ليحيى السنوار الى قائد حركة انصار الله اليمنية "عبدالملك الحوثي"! اطمئنكم بان المقاومة بخير وان ما يعلنه العدو محض اكاذيب وحرب نفسية واعددنا انفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر ارادة العدو كما كسر طوفان الاقصى ارادته العسكرية. وان تظافر جهودنا معك ومع اخواننا بالمقاومة الاسلامية الباسلة في لبنان والعراق سيكسر هذا العدو وسيلحق به الهزيمة.