md.appm50.ir

رمز الخبر: 194238
تأريخ النشر : 2024September18 - 21:30

جريمة مهولة لا تغتفر

العدوان الالكتروني الغاشم الذي نفذه الكيان الصهيوني يوم الثلاثاء ضد مناطق مختلفة في لبنان كشف مدى اجرام هذا الكيان وتفننه في القتل والارهاب ضد المدنيين في لبنان للوصول الى اهدافه متناسيا ان تنفيذ مثل هذه العمليات الاجرامية لن تفت من عضد المقاومة الاسلامية في لبنان بل تزيدها اصرارا على مواصلة دورها في جبهات الاسناد وهذا ما ثبت امس الاربعاء حين واصلت عملياتها في الجبهة الشمالية دون اي تزلزل.

العدو الصهيوني الذي يتحاشا بشدة الدخول في حرب واسعة في هذه الجبهة يحاول عبر القيام بمثل مجرزة يوم الثلاثاء هو ارباك المقاومة الاسلامية ونزعة الثقة منها والايحاء  بانها مخترقة لوجود اجهزة البيجر لدى بعض الاعضاء المدنيين في حزب الله.

حزب الله وبعد ساعات فقط من هذا العدوان الالكتروني اصدر بيانا شديد اللهجة هدد العدو بان القصاص آت لا محالة وليس له علاقة بدوره في جبهات الاسناد وما اقدم عليه العدو من عمل اجرامي مجنون ضد لبنان خاصة في جنوبه والضاحية سيكون له عواقب وخيمة يجب ان يستعد لها العدو.

فقيام الكيان الصهيوني بمثل هذه العملية الاجرامية ضد المدنيين في لبنان ما كان ليحدث لو لا هناك تنسيق وضوء اخضر اميركي. فانكار واشنطن عبر المتحدث  باسم الخارجية بانها لم تكن على علم بهذه الحادثة مسبقا تدحضه الوقائع المتلاحقة واولها المتحدث نفسه الذي برر العملية الاجرامية ولم يدنها ، والافضع من ذلك هو ما ذكره موقع :"والا" الاسرائيلي بان غالانت وزير الدفاع اجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الاميركي قبل دقائق  من الهجوم الالكتروني لتفجير اجهزة الاتصال (بيجر) ويكمل الموقع نقلا عن مسؤول اميركي بان غالانت اخبر "لويد اوستن" بان "اسرائيل" تعمل على تنفيذ عملية صعبة في لبنان قريبا.

وما يعزز الاعتقاد اكثر بان اميركا هي من تخطط لمسار هذه الحرب هو ما كشفته شبكة "سي ان ان" بان اوستن تحدث يوم الثلاثاء  مرتين مع غالانت، والتي اضافت نقلا عن مسؤولين اميركيين قولهم"انه من غير المتعاد جدولة مكالمتين في يوم واحد".

يبدو ان الكيان الصهيوني المستنزف والمنهك في غزة يبحث عن مخرج عبر الضغط في الجبهة الشمالية لانه وسيده الاميركي يعيان جدا مدى خطورة اتساع الحرب في هذه الجبهة لذلك لا يخاطران بذلك بل يحاولان من خلال مثل العمليات الاجرامية حسب تصورهما الواهي تقويض ثقة المقاومة الاسلامية لدى جمهورها.

ورغم زعم الاعلام الصهيوني بان الهجوم الالكتروني بانه ضربة قاسية لكنها لن تؤدي الى تغيير المعادلة الاستراتيجية ولا تعزز من امن "اسرائيل" و لم تعيد عشرات الالاف من النازحين الى المناطق الشمالية. فهذه اول خيبة امل كبرى لما تبجح به الكيان بانه حقق انجازا كبيرا في ضرب المقاومة وحتى الان لم تتضح الحقائق حول تفجير هذه الاجهزة حيث نفت شركة "غولا ابولو" التايوانية ان تكون اجهزة الاتصال التي انفجرت في وقت واحد في مناطق مختلفة في لبنان ان تكون من تصنيعها و هذا ما ذكرته وكالة رويترز ايضا عن الشركة و اضافت ان هذه الاجهزة صنعت من قبل شركة في هنغاريا لكن الذي تداول اليوم في  اجهزة الاعلام بان هذه الشركة ضالعة بشكل او اخر في  هذا العمل الاجرامي عبر تفعيل المفخخات داخل اجهزة الاتصال (بيجر) .

و على اية حال ما قام به الكيان الصهيوني من جريمة مهولة و غير مسبوقة ضد المدنييين العزل في لبنان و الذي كان حصيلته اكثر من عشرة شهداء و ثلاثة الاف جريح تعد "جريمة حرب" يجب تدينها دول العالم و منضماته الاممية  لمعاقبة الكيان الصهيوني بشدة و الا ستنشر مثل هذه الجرائم في العالم و لا يسلم منها احدا.